ShareThis

* أكره أن أحب مثل الناس... أكره أن "أكتب" مثل الناس.. !

______

والملائكة تسكن التفاصيل أيضًا




نحن روح ما نكتبه

يقول أحدهم "نحن ما نكتبه" وأتوقف لأفكر كثيرًا فى هذه الجملة التى تصلح كأسلوب حياة .. غير أننى أجد بالتفكير كم أعارضها
تأمل مثلا ما سيأتى
" نحن روينا القصة وانت عليك أن تختار هى حقيقية ام لا"
* قال ذلك شىء لطيف وأخضر وجدته يقفز بالصدفة على قناة للاطفال

فى الحقيقة ثمة خيط رهيف يفصل بين الإنسان وما يكتب ... أستطيع أن أروى قصة فتاة أخرى لا تمت لى بصلة اطلاقًا ولكن من خلال ذاتى
حينها سأكون أنا الروح التى تكتب القصة .. أنا العين التى ترى التفاصيل كما تعودت أن تراها وليس كما يراها الآخرون .. أنا العاطفة التى حلت فى مجرد حكاية متناقلة وسرت بالحياة فيها .. وأنا الأفكار التى غذت النص وانطلقت عبره .. ولكننى لست أبدًا ما كتبته
الانسان ليس دائمًا ما يكتبه .. انما ما اختار أن يكتب "عنه" بنفسه
اننا نكتب دائمًا عن الأشياء التى نتضاءل أمامها .. نكون أطفالًا صغارًا تائهين حين نقف أمام معانيها ونحاول احتواءها فى عناق عابر
نكتب عن الأشياء التى نرفضها ونعارض وجودها ونرفض ما تفعله بوجودنا نحن

الانسان ليس دائمًا هو القصة .. انما الروح التى امتلأت بها والتفاصيل التى أعلنت عنها سطورها
نحن روح كتاباتنا ولسنا الحدث بالضرورة .. كلماتنا لا تصور حياتنا دومًا انما تشف أرواحنا !
يقولون إن كل رسام يمنح ملامحه عادة للرسمة حتى وان لم يقصد .. الحال نفسه مع ما نكتبه
حينما تقرأ لأحدهم .. لا تبحث فيما يكتبه عما جرى له هو ؛ بل فتش عن روحه

لكن ثمة قيد يطوق روح الانسان أحيانًا حينما يكتب ؛ إنه حيرته التي لا تنتهى
فما أن يوشك أن يقول ارتحت حين يفضى للكلمات بالأمر حتى تنبت على ظهره صخرة سيزيف أخرى أثقل وأشد غرورا هى عاطفته التى لا تتوقف عن الخفق وتطالبه باطلاق سراح المزيد فيزداد قلبه شحوبًا

حينها سيعرف أن من يعرف الكتابة وتعرفه الكتابة حقًا لن يعد بامكانه التوقف عنها .. لأنها ستعرف كيف تتسلل خلاله حين تريد
الكتابة هى الأخرى قيد من قيود سيزيف التى تربطه بالصخرة ..قيد آخر غير حديدى ستحتاج للهرب منه يومًا ولا تعرف كيف
والقيود التى لم تصنع من الحديد .. هى كل مايقيدنا فى الحقيقة ولا سواها


***

رسالة مطوية الى ريما

وجدت بدرج تسريحتى ورقة مطوية نسيتها ذات يوم تحمل رسالة أخرى من الرسائل المتقاطعة التى أدونها كثيرًا الى فيروز وريما "طفلتاى" .. قصيرة .. ولا تختلف كثيرًا عن رسائلى الأخرى
غير أننى وضعت تحت احدى عباراتها اكثر من خط بقلم الحبر ساهمة على ما يبدو قبل أن انتبه لذلك
:

لا أعرف !
ماذا كانت روحى فى حياة أخرى .. لأرث كل هذه الغربة

فى حياة أخرى كنت سأصل أسرع الى وجهتى ربما
فى حياة أخرى .. كنت سأتوقف عن الحلم بما لم يوجد بعد
فى حياة أخرى .. ما كنت سأتوقف عن الرقص أبدًا
ما كان على أبدًا أن أتوقف عن الرقص

وفى حياة أخرى .. أنا كنت غزالة
صغيرة .. خائفة ؛ مستها الوحدة حين خرجت على القطيع واختارت طريقًا آخر ؛ ولا تكف عن الركض أبدًا
أبدًا يا ريما


***

ولو قليلًا

كان ينظر الىّ وأنا انفث ذرات الهواء وهى تخرج عبر شفاهى التى تضمها برفق وهو مندهش من كل هذا الاسترخاء والشغف الذى يتملكنى لمجرد عملية زفير ناعسة اتسلى بها أثناء جلوسى
الزفير بالنسبة لى ليس مجرد عملية حيوية ناعمة .. بل انه احدى هواياتى

أزفر أفكارى التى أرفضها .. قناعاتى التى اهرب منها .. من انسانيتها الزائدة الغير ملائمة للمناخ العام على الأرجح
ذاكرتى التى لست على علاقة طيبة بنصف معدل عمرها
السلالم الكهربية .. المبررات .. الدراما التركية القميئة .. المقاعد الفارغة .. ربطات العنق .. عقوق عاطفتى .. المواعيد .. هذا المخلوق الصغير المصرّ رغما منى على البراءة داخلى .. ساعات الحائط .. الوقت .. الزواحف .. المساءات التى تخلو من زيارات الكروان لشرفتى كشربة دفء لفراشة وحيدة .. وزير الثقافة الفاشل .. المقاعد الأمامية .. برجوازية عائلتى .. حمى أحلام مستغانمى .. سادية معاملة الحيوانات .. وسادية كل ما أحببت بصدق فى هذا العالم !
عماد حمدى .. فن صناعة الآلهة .. قبلات السينما المصرية .. السينما المصرية ذاتها .. الأماكن المرتفعة .. صوت الزجاج .. كل ضجيج دون مبرر جدير .. موسيقى الميتال .. عملة ال 25 قرش التى لا أستلطفها ولا أرحب بوجودها فى حافظتى .. رائحة الدماء .. متعصبى الطوائف .. الفاصوليا الخضراء .. لحوم الدجاج .. سينما هوليود .. مواسم "الدورى السياسى"  .. الاكليشيهات البالية .. ماجدة الصباحى وزوجها الممل .. القطارات التى تذبحنى وتمر فوقى .. أدب السوكسيه الرخيص .. أسعار الغزلان المرتفعة .. الانتهاء .. والانتظار

و و و …. وأشياء كثيرة أرفضها وأهرب منها فى هذا العالم

أنظر اليها وهى تخرج منى فى هدوء .. لأستمتع ببعض الخواء الخاطف منها داخلى .. ولو قليلًا


***


الى الرجل الذى أحب الكتابة اليه .. ولا أحب انتظاره

كنت دومًا تلك الفتاة التى ليست على علاقة طيبة بالوقت .. أو بالساعات والمواعيد والانتظار وكل ما له اى صلة كانت بالوقت .. حين تعرفنى لن تجدنى يومًا ارتدى ساعة .. ستلاحظ ان معصمى لا تحده عقارب الساعات ولا اسمح لها بذلك
لا أحب الانتظار فى مطلقه كى انفقه فى انتظارك ..  أنا أريدك صدفة .. من غير سعىٍ أو إنتظار. كأنك لم تمر بعالمى او ذهنى قط الى أن يتعثر قلبى بروحك فهكذا لا افقد شغفى نحوك
أحب الكتابة اليك بشكلٍ مفتوح كشخص اراسله بحرية ويجد رسائلى بطريقته او لا يجدها المهم انه سيشعر .. سيشعر بما فيها فى الوقت المناسب وأنا احب الأشياء فى وقتها لا قبله ولا بعده
وليس كغائبٍ اطوى الخطابات التى بددتها فى انتظاره ولم تصل اليه فى احد الادراج حتى تصفر اوراقها وتتلف كزوجات جنود الحرب فى افلام الدراما القديمة
ستشعر فى الوقت المناسب ؛ كرجل يعرف ذراعا من أولى بعناقه من الهزة المعبئة بالهواء التى يحدثها الغرباء اللذين يصطدمون بكتفه فى الطريق
وأن رأسى الصغير الحائر أولى بكتفك الواسع من تصادم الغرباء المشتت
ما يربكنى أننى أحيانًا لا أعرف .. ما جدوى كتابة الرسائل الطويلة
طالما ما من رسالة واحدة تستطيع نقل فيروس بحجم عاطفتى لك

تعرف ..
يومًا ما سنلتقى هاهنا .. سنجلس سويًا على ذاك المقعد الحزين الفارغ الذى أمر به كل يوم فى طريقى الى المقهى واتعاطف معه والذى صدأ فوقه التراب لأن لا أحد يفكر بالجلوس عليه
وانت تعرف بالتأكيد .. كم أكره رؤية المقاعد الفارغة
انت ببعض منك تعرف كل شىء قبل أن أرويه لك .. لأننى بعض منك
أحيانًا أفكر بما يشعر المقعد الوحيد الذى لا يفكر أحد بالجلوس عليه .. بم يشعر المكان الذى لا يزوره أحد .. والهواء الذى لا يعانقه أحد .. والشجرة التى لا يربت عليها أحد
انت تعرف مثلى بالتأكيد أن الكائنات الحية ليست وحدها من تشعر وتتألم وليست وحدها من تعرف كيف تحن وكيف تحب وكيف تبتهج بالمبالاة والعطاء والصدق
سنلتقى يومًا .. وسأحدثك عن كل ذلك ولكن بعد أن أمنح صوتك راحة وجيزة من حبى للاستماع اليه والى حديثك انت لى
وسيكون هناك حديث ما لا أفهمه فى عينيك.. ولكننى أحبه، أحب صداه فى قلبى بالتحديد

سأحكى لك حينها عن المنظار الذى أتتبع به الطيور فوق علية بيتنا دونما هدف معروف .. غير انى احب الشرود فى وجهتها كلما طارت
وسأحدثك عن كراهيتى للأرصفة .. وعدم حبى للمقاعد الفارغة

سأحدثك يومًا عن رائحة المخيمات الفلسطينية الدافئة فى صوت كاميليا جبران والقبلة التى طبعتها فلسطين بحب على عنق ريم بنا والآلهة التى ترتل فى صوت لطفى بوشناق "كيف نشفى من حب تونس ان كان منها بوشناق" .. وعن اننى لم أفصح لمحمود أبدًا كم أقاسمه فى حب ريما خشيش وكم يتقاسم هؤلاء كلهم حبهم فى قلبى
سأتقاسم معك السؤل ذاته "كيف كان على العالم أن يبدو لى بدون صوت على الحجار" .. وأؤمن أنك ستقاسمنى حبى للقاهرة التى يجهلها الجميع ولا يعرفها أحد كما أعرفها
 أنا أجد كل العاطفة فى هذا المكان ، كيف لا وقد جعلنى أرغب فى ضمّ تفاصيله بقوة!!
سأحدثك بحنان عن عشقى المطلق لكل "محمود" بهذا العالم .. وأنا ببعض من قلبى أحبك أن تكون "محمودًا" على لسانى أو تحمل بعض حروفه وان لم أشترط ذلك
تطوق قلبى فى عناق ناعس عند الميم .. ويهبط قلبى اليك بكل أوتاره هامسًا بحتى الخاصة فى الحاء قبل أن يرد العناق اليك
وسأخبرك عن الليلة التى أحتفظ بها بكل حب فى ذاكرتى حين أجاب بهاء طاهر مكالمتى الهاتفية فى ليلة ميلاده
قال لى أن صوتى ملائكى ولا أعرف لماذا دمعت عيناى "برغم اننى اسمع الاطراء ذاته بكل يوم" ولكن حين بدا منه هو اختلف الأمر ؛ أجبته قلبك هو الملائكى يا سيدى ! واكملت فى سرى فانت لا تعرف كم أحبك

ستجد فيروز بداخلى مع كل شىء وسيصبح مبتذلًا واكلاشيهيًا للغاية أن أمارس حديثًا عنها .. أتحدث عن فيروز ابنتى الآن وليس ما ظننت
ستكتشفها كعلامات الطريق الدالة فى كل منحنى منى ستبدأ الدخول اليه
ولن أحدثك أبدًا عن وجيه عزيز .. لا حاجة لذلك حتى لأنك ستسمعنى أردد مرارًا كالملقى بوصيته
"سأموت وفى قلبى شىء من وجيه عزيز .."


***

الصيغة الأكثر دقة

التكنولوجيا مبرد قاسى لتقليم الانسانية .. مبرد يعرف كيف يحد من نمو حميميتنا باستمرار تجاه أنفسنا وتجاه الكون الذى ننتمى اليه
وربما أكثر سرعة وتطورًا من مبرد الأظافر .. غير اننى أحب مبرد الأظافر فى الحقيقة لأنه يجعلنى أجمل وأكثر انسانية
بينما التكنولوجيا تجعلنا جميعًا أقبح مما كنا عليه يومًا .. وأقرب للمادية من الجماد ذاته
لذا .. فمن قال أننى لا أجارى التكنولوجيا ؟
أنا "أكره" التكنولوجيا.

هكذا تكون الصيغة الأصلح


***

الموسيقى من ملائكة الله

أحب الأصوات أكثر من الكلمات دائمًا ..

الكلمات .. كالقناعات ؛ كبعض القناعات تخون،، أرفضها بأدب حين ترغب بالاقامة لدى طويلًا
وهى كمن لا يعرف طعم الخيانة ويشبعه الفضول لها.. تحتاج أن تخون ! وكالعابثين اللذين لم يعبروا ألمًا إلى كفى الموت لينضجوا بعد ؛ تحتاج لبعض الموت والألم كي تعيش..
أما عن الأمان ؛ الذى كان على أن افسح له مكانًا فى قلبى .. فاخترعت له الموسيقى..!!
لأن الموسيقى لن تخونك أبدًا
الأشياء التى تحبها .. كل الأشياء التى تحبها .. ستتخلى عنك يومًا ما ؛ بارادة أحدكم أو دون ارادة أى منكم هذا سيحدث
كل الأشياء ستخذلك ذات يوم الا الموسيقى .. الموسيقى لن تخذلك أبدًا

وربما انت لا تؤمن بالموسيقى لانك تحمل حرمة الدين فى قلبك
ولكننى امرأة تحول كل ما تحب فى العالم الى موسيقى .. لأن الله فى قلبى
ولأن الموسيقى من ملائكة الله


***

تفاصيل متقاطعة

كتبت قصة قصيرة منذ مدة ولم ارغب فى نشرها بعد واعدت قرائتها امس عندما وجدتها بمجلد ما على جهازى .. ذاتية
القصة باكملها عبارة عن لقاء وحوار دار خلاله كل هذا لا يهم .. المهم هو التفاصيل التى خططتها منها
:

أكتب لأنى غريبة عن هذا العالم .. فالكتابة غربة

لا أحد يتبادل الحب هاهنا .. فى عالمى هم يتبادلون الحزن فقط !

أكتب لأننى أريد أن أعيش دائمًا ..

ولكن فى قصتى أنا عندما يأتى الغريب الى طاولتى سنتبادل التحية بود

نحن دائمًا غرباء "أخاطب العالم" ولو أن أحدنا عبء على الآخر فانت عبء على وليس العكس

المشاعر المصطنعة كالغبار لها وقتها حتى تزول
أحيانًا حتى الغبار يدوم طويلًا .. أما المشاعر المصطنعة فلا !

العالم يؤمن بأن الشيطان يكمن فى التفاصيل
أنا أنا فلا
أنا أومن تمامًا أن الملائكة تسكن التفاصيل أيضًا


أحب الأشياء التى أضع تحتها خطًا دائمًا يا ريما حتى فى كتاباتى .. فأنا لا أحب كتاباتى دائمًا !
أحب الأشياء التى أفضلها .. أحب الأشياء التى تستوقفنى والأشياء التى تتحدث عنى والأشياء التى تعصف بى دون استئذان ولا تتبادل مقدمات شكلية مع روحى
أحب الحديث والكتابة اليكِ
وأكثر من كل شىء .. أحب اكتشافي الأخير دائمًا ؛ أحب أن كل شيء ينتهي بى الى ذاتى .. والى فضول المعرفة لى بما يعادل فضولى اليها

0 التعليقات:

إرسال تعليق

___________

.
.
على هذه الأرض ما يستحق الحياة

*محمود درويش

.
.
_________

Salvador Dali is The Art

Salvador Dali is The Art
.
.

كما يقال ، لا توجد حركة خاطئة فى التانجو ؛ هذا لأن العاطفة هى التى تقود التانجو..
فمثلما تكوِّن الحركة الخاطئة حركة جديدة .. كل عاطفة هى مفتاح لعاطفة أخرى..!

.
.

Fabian Perez I Love u..



________