..عن الهروب من التكرار
كنت أهرب .. ليس لأنى أخشى الضعف - وأنا أخشاه - .. بل لأننى أخشى القبح أكثر
أبكى .. ليس لأننى أشعر بالضعف .. بل لأننى أريد أن أتخلص منه
أنا لست مريضة بالاحساس المناسب فقط .. أنا مريضة أيضًا بالافراط فى القوة
لم أكن أهرب من الحزن .. بل من كل شخص يرانى فتاة البهجة المطلقة لأن البهجة عليها ألا تحزن
لم أكن أهرب من الوخز الذى يملأنى أو من خوفى أمام دماء الجرحى على رصيف الوطن الذى أسكنه
بل كنت أهرب من فيروز .. وصوتها المرتعش أمام موت الأشياء الجميلة !
بكت فيروز داخلى وداخل وطنى طوال هذا الطريق ، بكاء طفلة صغيرة ترتعش من البرد .. على كل الأشياء التى حسبتها يومًا .. جميلة
كنت أهرب من تكرار ذات الأشخاص .. وذات الأماكن
من ذات الوخزات والكلمات الجارحة التى تشطرنى حين تخرج لولا بقية من تماسك ..
ذات الفقد الذى يحيل قلبى الصغير الى مقبرة جماعية للصور التى طالما جمّلتها كى لا تخدشها أقل صدمة
كنت أهرب من فيروز وأغانيها .. ويهرب معى الجمال من كل الأشياء كى لا يُخدش أكثر !
كنت أهرب اليوم من ذلك اليوم .. الذى لم يحدث فيه كل ما سبق !
الا انه وبفظاظة محضة فى المساس بجروحى المغلقة ذكرنى عامدًا بكل ما سبق !
لم أكن أهرب من شعورى حيال أى شىء..
كنت أهرب من التكرار !
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات:
إرسال تعليق