ShareThis

* أكره أن أحب مثل الناس... أكره أن "أكتب" مثل الناس.. !

______

الكتابة والرقص .. وملائكة وأوطان ورغبات أخرى



الموسيقى حميمة .. أقرب ما تكون الى علاقة
اثنان يقبل كل منهما الآخر بكل صورة.. لتبدأ علاقة .. تكاد لا تتوقف أبداً … 


لا أعرف شيئًا عما أكتبه الآن .. هل ستصدقنى ؟ كنت أستمع لموسيقى جاكلين دو برى
The Swan
شعرت بأننى فى حالة حنين للكتابة .. ولذلك رقصت ! 

ربما كتبت أشياء لا قيمة لها على الاطلاق أو كلمات لا تعنى شيئًا وربما لا .. لا يعنينى ذلك كثيرًا فى هذه اللحظة ولكن ما يعنينى اننى مأخوذة بها ... وأرفض أن أجمّل مما كتبت ليبدو أكثر ابهارًا أو أعيد صياغته | وأنا فى الواقع لا أعيد صياغة شيئًا أكتبه | لأصنع قالبًا مترابطًا من قصة جميلة أو مقالًا هامًا مثلًا .. بل سأتركه يخرج حرًا وعشوائيًا كما هو

رقصت لأننى زاهدة فى الكلام مؤخرًا .. 
كان لدى الكثير لأقوله .. وتنقصنى ببساطة الرغبة فى الحديث

من يمكنه أن يتحسس ما بداخلى ليعرف هذا .. من يمكنه أن يشعر أننى حين أتوقف عن الكتابة لا أفقد الا قيدًا آخر هو الالزام بها "الالزام بالبوح المطلق - بعرى عاطفتك أمام الآخرين" .. وأكون مليئة بى .. مندفعة .. متجددة .. صادقة .. ضعيفة .. قوية .. مرتعشة وخجولة .. جريئة وثرثارة .. متناقضة .. مجنونة .. هادئة .. محتوية .. متطرفة .. هشة .. وعنيدة ! 

اننى انقطع عن الكتابة أحيانًا لاننى أتصفح الحياة "ولكن فى صمت" .. وأتصفح كل ما هو حى فيها ولكن دون أن أبادله الحديث كما أفعل خلال الكتابة .. ودون أن أتورط معه بعلاقة تصبح مكتوبة كعادتى
اتابع العالم عبر عزلة عابرة خفيفة دون ان انخرط معه بعاطفتى كالعادة فأكتب. 
بعينىّ طفلة صغيرة عابثة داخلى ، كنت أنظر الى الكتابة كجزء من الحياة .. وليس العكس ! 
أحيانًا أشعر وكأن الكتابة هى الشىء الوحيد الذى أستطيع فعله فى مقابل الحياة لأظل أشبهنى.
لكى أنجو .. لأتماسك على خشبة المسرح أمام كل سكين ناعمة يصوبها الرامى نحوى وأجيد دورى للنهاية دون خسائر تذكر 
الشىء الذى لا يجعل العثرات تحتفظ بالفتات منى كلما سقطت .. أريد أن أحتفظ بى سالمة ؛ بكامل فتاتى لى وحدى ؛ فأكتب

الرسم كان هوايتى. أما الكتابة فلم تكن أبدًا هواية لدىّ .. لقد كانت دائمًا رد فعل. أسلوب حياة وضرورة .. نوع من المعايشة والتحايل لانتزاع لحظات الحنان او الصدق من الحياة قبل ان تنفلت كالماء من بين اصابعى النحيلة ..  هل تعرف هذا الشعور 
  أكتب طوال الوقت لأننى أحيا طوال الوقت ..وليس العكس
لأننى أحب الحياة وأبادلها العاطفة حين أكتب .. ولأننى أريد أن أحيا دائمًا داخل كتاباتى وأن يحيا الآخرون داخلى ! 

أكتب لأننى أحب الحياة بكل صورها والكتابة احدى صورها .. ولا أعرف مجالًا للحياة ، فلا ألتزم مجالًا للكتابة ! 
اننى أحيا | أو لا أحيًا .. هكذا ببساطة.
لا أصنفها الى حياة شعرية وأدبية وقصصية مثلا ... هذا ما أفعله أنا ولا يعنينى كثيرًا ما يفعل العالم.
وفى الواقع لا أريدك أن تصنفنى أمام أى فعل اقوم به .. لن أنتظر منك ذلك .. ولن أسمح لك بذلك
الانسان فى قلبه الصغير يشعر أنه أكبر من العالم ، وقلبى فى الكتابة .. لذلك عندما أكتب تصبح سلطتى أكبر من العالم وأعظم 

ارى كيف ان اغلب الناس حولى تصارع الوقت وتنتظر اللحظة .. لكننى اعيشها واكتب .
لاننى لا أريد أن انتظر اللحظة ؛ بل اريد ان انغمس فيها الى اقصى حد واحتفظ بها لاستردها مجددًا .. واصنعها ان لزم الأمر
ان اللحظات الفارقة فى الحياة لا تنتظرنا .. انما تسرع بالرحيل .. وترحل دون عودة أحيانًا
اننا جميعًا فى حالة رحيل مستمرة ..ونحاول ان نسترد ما يُسلب منا راحلًا خلسة
فيجب ان تكون هناك دائما خزانة استرداد لانفسنا.. وبديل مزدوج من هروب وعودة

فريدا كانت تقول انها ترسم نفسها .. لأنها الشخص الوحيد الذى تعرفه حقًا

لهذا أنا اكتب ..
أكتب لأننى الشخص الذى أعرفه أفضل من أى كائن آخر .. لأننى الشخص الوحيد الذى أستطيع حقًا جعله أكثر انسانية مما هو عليه باكتشاف عاطفة الحياة ، ومبادلتها من خلال الكتابة
الكتابة نافذة .. جرح موارب فى الروح حين تكون المخارج مغلقة !.."أكتب للشخص الذى تعرفه جيداً، اكتب لنفسك."
من الجيد ان تمتلك مجازًا كالخزانة تخبأ فيه ما شئت من تعابير وتختبىء خلفه أحيانًا !
هذا ما وجدتهم عليه هنا بالقرب من فخ "أن تكتب" .. بينما أنظر أنا الى هاوية "أن تعيش" .. لكننى كنت دائمًا مفلسة من كل المواهب النحوية والخيال الادبى الذى يختبىء خلفه الآخرون ولا اجيد التوارى خلف العبارات كثيرًا .. بل أكتب كفضيحة مندفعة الى لحظة جزاءها بطيش عارم
وببساطة أنا لا أريد أن أشبههم .. فلم أختبئ وراء العبارات الأدبية كما يفعل الآخرون ، بل ظللت أغمس القلم فى مداد روحى .. وأكتب

أكتب لأننى أرغب بذلك ؛ لأننى لا أعرف غير ذلك ! .. لأننى كبرت فجأة فوجدت نفسى أنضج قليلًا .. ووجدت نفسى أكتب !! ..
أكتب لأظل أشبهنى .. أكتب لأفقد نفسى بأفضل الطرق التى تضمن عدم ضياعى عندما أبحث عنى مجددًا لأتصالح معها
أكتب لأننى شخوص عديدة فى واحدة ، وأنا لا أكون أنا حقًا الا حينما أكتب ، الأنا الواحدة الوحيدة التى تدخل اليها كل الآخريات ويختفين وتظل هى ، يتبددن فيها .. لتكتمل بهم
وأكتب .. لأن الكتابة هى الشىء الوحيد الذى يعرينى ..
كل شىء أفعله عدا ذلك لا يخلو من رتوشه .. حتى تلقائيتى المفجعة تحمل رتوشها هى الأخرى 
اننى لا أستطيع أن أخلع ثوبى عنى حالما أشعر بالاختناق فى الشارع كما الساحة المغلقة سواءًا .. مثلما أخلع عن روحى كل شىء وأتركها على فطرتها وعريها تمامًا للأوراق
عندما أسطر ما يجول فى خاطرى أو ينتمى الى عاطفتى لا أكترث بشىء .. ولا أكترث لأحد
بينما العديد مما يصدر عنى يخرج كاذبًا أحيانًا .. متلونًا أحيان أخرى .. أو هكذا أراه !
أكتب دائمًا أكثر مما أتحدث..
أكتب عن الوطن حين أحب .. وعن الجمال حين أحب .. وعن الآخرون حين أحب .. وعن قلبى حين أحب

أما الوطن .. فأنا الآن لم أعد أعرفه
الوطن ، هو كل ما لا نحيا فيه الآن .. على أكمل وجه ! 
والوطن هو كل ما لا أعرفه وأنا عارية من اى نكهة انتماء .. فى انتظاره ! اننى لا أستطيع أن أحدثك عن الوطن ببساطة .. لأننى امرأة مبددة .. اننى أبدد نفسى فى كل ما أحب دون أن أعرف مذاق الانتماء !
أتعرف ما هى المشكلة .. اننى لست - امرأة - بلا وطن .. فى الواقع أنا بلا وطنين !  

هذا يشبه الى حد ما غربة جارتنا العجوز الرقيقة التى تحبها والدتى وتدخر الخبز لطيورها الصغيرة .. والدتى تتحدث عنها بفخر كبير ومحبة وتخبرنى انها امرأة طيبة فقدت زوجها ثم فعلت الكثير من أجل أبنائها حتى تكاملوا بما يكفى لهجرها والرحيل بعيدًا عنها.. والآن تفنى ما تبقى من عمرها وطاقتها فى تربية الطيور التى سترحل عنها بدورها بمجرد أن تموت وحيدة ! 
أمى تراها أسطورة .. وأنا أراها مأساة !  
امرأة مسكينة أفنت عمرها بأكمله دون أن تجد نفسها ، ظنًا منها أنها ستجد للآخرين طريقًا .. وتجدهم خلاله ! 
انها ليست أكثر من امرأة تبدد نفسها باستمرار فى كل شىء تحبه .. دون جدوى
ففى النهاية لا شىء يعرفها .. ولا شىء يشبهها
الأشياء لا تدين بالولاء لأحد لمجرد أنه أحبها .. 
الأشياء .. 
التى أعرفها واحدًا واحدًا
مثل أخوتى .. 
ولا أحد منهم يعرفنى

وأما عن الجمال .. فهو ايمان طيب
أنا امرأة مؤمنة بكل الأشياء الجميلة .. ومؤمنة بحقي فيها

وأما عن قلبى .. فقد أدركته كاملًا
أدركت أخيرًا أننى لم أكن فى حاجة للحب ذاته، بل كنت فى حاجة ماسة للحب الكامل .. لم تكن بى حاجة الى حب ناقص .. فلدىّ العديد من الأشياء الأكمل منه فى حياتى
ان أى فتاة تعانى من نقص نظرتها الى حياتها أو نفسها قد تجد فى الحب ما يمنحها الثقة والأمان ولكن صدقنى، ان الأمر يبدو أصعب كثيرًا لامرأة لا ينقصها شىء واعتادت أن تعرف كيفية الوصول لكل شىء .. انها تريد حبًا، لا شبه حب !
.
.
صباح اليوم أسندت كوب القهوة الذى أحمله الى "ستاند" الرسم فى حجرتى وربطت أطراف الروب برجفة خفيفة قبل أن أمد يدى لأغلق جانب من النافذة فكان أن أفسدت كل شىء عن دون قصد منى وأسقط ذراعى القهوة لتفزع قطتى من قطع الزجاج التى خدشتها وتنظر الىّ فى ضعف ولوم مؤلم مزقنى قليلًا ..  
آخر شىء كان يمكننى احتماله هو أن أؤلم ولو دون قصد هذا الكائن الهش الوحيد الذى أشعر به داخلى حقًا أكثر من أى كائن آخر .. الكائن الوحيد ربما الذى يمنحنى الحب الصافى دون اى مقابل
ولم أستطع أن أمنع وخزًا عابرًا من المرور بى وأنا أحتضنها

لا أعرف لماذا تذكرتك الآن .. صدقنى ! 
كل ما أعرفه ان هاجسًا ملحًا ملأنى بملامحك التى أوشكت على نسيانها فى هذه اللحظة ..  
كيف ربطت بينك وبينى .. وبينى وبين هذه القطة لا أعرف أيضًا
أعرف فقط أن نظرة قطتى الذابحة كانت مألوفة كثيرًا لقلبى .. انها ذات النظرة التى غمرك بها حين خدشته ! 

ربما كان هذا ما حدث بيننا .. " ما حدث بنا
انت لم تقصد ما فعلته كثيرًا أو ترغب بافساد كل شىء الى هذه الدرجة .. انت لم تقصد حقًا ان تمد يداك النحيلتان الى قلبى وتجتث كل الأشياء الجميلة فجأة ويتناثر الزجاج بداخلى .. 
لا .. انت لم تقصد مطلقًا وانت غارق فى هذه الطفولة العابثة أن تقسو على القطط  !  

وأنا لم أقصد أن أذبحك أمامى بنظرة قلبى اليك فى هذه اللحظة ..كأى قطة لا تملك عند انجراحها الا نظرتها .. ومخالبها

وأعرف فقط .. اننى الآن نادمة على هذه النظرة
لو اننى هنا لأقول اننى عرفتك يومًا قاسيًا .. فانا سأكون حينها مدعية وكاذبة حقًا !  
وان كنت قد نسيت بعد كل هذه السنوات كيف كنت أشعر نحوكً .. أو بكً ... تمامًا

ولكننى لم أنس ما كنت تفعله حين أفسد شيئًا ما برعونتى التلقائية وتلتقط يدىّ الصغيرة بين كفيك فى حنان وتخبرنى بابتسامة قاطعة بأن مثلى لا يفسدون الأشياء مطلقًا .. الا للأجمل
ولن أصدقك ..   

وحينها ربما ستقول لى بحنان مطلق كعادتك : يا فاتنتى .. 
- انت تعانين من مشكلة مع التفاصيل

* أنا مريضة بالاحساس المناسب

أتعرف ...  
شكرًا للضوء الذى تركته بداخلى يومًا ..  .
.

بيير يقول : هل تعرفين ما هو النص المقيد ؟ .. حين تختزلين نفسك فى ظلال لا تشبهك كى يجد الآخرون انفسهم فيها دون ان تتهمى بالمجون ... والغموض ربما

فيأتى دورى :
*  هل تعرف ما هو النص الفاضح ؟ .. 
أن يجرؤ أحدهم على كتابتك بشكل لن تستطيعه ما حييت انت نفسك
هذا ما تفعله بثينة العيسى معى كثيرًا .. أو ربما .. ما تفعله بى الهشاشة

على أية حال ، كنت دائمًا هشة بما يكفى .. لأكتب
كنت دائمًا هكذا .. غارقة فى عاطفتى بما يكفى لان تأتى الكلمات من عمق سحيق فىّ .. أعمق مما يتطلب الأمر لأحافظ على صلابتى الظاهرة أو لأمنح مزاحى الدائم رعونته وشرعيته المطلوبة أمام العالم 
 ..
الموسيقى انتهت ..  
ولم يكن لدى الخيار كى أستطيع التوقف عن الرقص ببساطة لأننى ،  أرقص .. لأفكر. كنت أدور .. وكل ما كتبته بالأعلى يدور بالحاح معى "داخل رأسى" .. وتدور معى أفكارى .. عاطفتى .. عينىً قطتى .. ضحكات الأطفال اللذين يتراكضون بدمى .. أصوات الآخرين .. وجوه من أحبهم .. وابتسامة جميلة ! 
ابتسامة لا تغادرنى أبدًا حينما أرقص .. ابتسامة لا يمكن لأحدهم أن ينتزعها عنى فى هذه اللحظة

الرقص ليس كأى شىء أخر
انه لن يخذل ايمانك به أبدًا .. 
لن تؤمن فلا يحنو أو يعطى مثلا
انه يعطيك قبل أن تؤمن
هكذا .. وليس العكس

الرقص هو ..... 
" لقد نامت على المسرح "
نطقها فى ذهول مثير للضحك صديقى وهو يدير احدى اسطوانات الباليه التى أحضرتها للتو على حاسبه
كان يشير الى "الهة الباليه" بولينا سيمينوفا وهى تؤدى بروفة خالية من الموسيقى تمامًا على المسرح

كانت تلامس الهواء بعاطفة أبعد من أن تكون آدمية .. تتحرك فيما يشبه التانغو أكثر منه للباليه وهى تحتضن كل شىء يتخلل الهواء حولها .. ثم بهدوء تمدد جسدها الصغير على الأرض فى سلام ... وتبتسم

لم أستطع منع نفسى من الضحك على تعبير وجهه وأنا أقلب قهوتى حتى أنها لسعتنى .. الا أننى لم أستطع أيضًا منع الحنان الذى ملأنى نحوها وأنا أنظر للشاشة فى اللحظة ذاتها

انها لا ترقص .. كانت تعرف تمامًا كيف تقيم علاقة خاصة مع الهواء
الهواء الذى لا يتركها وحدها أبدًا .. يلقى نداءًا حميمًا على مسامعها
وعادة تجيب ... 

هذا الهواء الذى يلفك بدفء... ليس صمتًا .. بل موسيقى



0 التعليقات:

إرسال تعليق

___________

.
.
على هذه الأرض ما يستحق الحياة

*محمود درويش

.
.
_________

Salvador Dali is The Art

Salvador Dali is The Art
.
.

كما يقال ، لا توجد حركة خاطئة فى التانجو ؛ هذا لأن العاطفة هى التى تقود التانجو..
فمثلما تكوِّن الحركة الخاطئة حركة جديدة .. كل عاطفة هى مفتاح لعاطفة أخرى..!

.
.

Fabian Perez I Love u..



________