ShareThis

* أكره أن أحب مثل الناس... أكره أن "أكتب" مثل الناس.. !

______

هذه أمور لا يعلم عنها أحد ..






هذه أمور تحدث ؛ عندما نموت ..
"اننا نموت بشكل متجزىء كل يوم" .. أليس كذلك !

هذه ميتات تحدث يا ريما .. وتفتتنا كل يوم الى قطع صغيرة مجزئة 

كأن ينقطع عنكِ آخر خيط دافىء يربطك بأى مصداقية تجاه العالم
أن تفقدين آخر من عرف كيف يمنحكِ الحب دون مقابل

أن تعرفين هذا الشعور- اللا شعور
الخواء الذى يقسو فى احتلاله قلبكِ كل يوم أكثر
الوخزة التى تعرفينها كل صباح حين تصحين مفزوعة خائفة ؛ ليس من أحلامك ولا كوابيسك ولا من وجع جسدى المَّ بكِ
بل من البرودة .. البرودة التى تملأك وتتغذى على عاطفتك انشًا انشًا حين تتيح المجال للخوف والوحدة لتتسلل اليكِ

أن ترحل أمكِ فجأة .. دون بادرة ادراك .. دون وداع .. دون حتى أن ترينها لآخر مرة .. دون أن تعرفين فقط ان كانت راضية عنكِ بما يكفى روحها ام لا .. ان كنت ابنة طيبة ام لا .. دون أن تلمسينها .. تلمسينها فقط .. وتحتضنيها للمرة الأخيرة 
هكذا ببساطة تنتزعها من بين أحضانكِ عجلات سيارة جامدة الحس .. لم تستطع أن تحنو عليها كما تفعلين حين تكون بين ذراعيكِ 
لم تستطع أن تكف عن هذا .. أن تعيدها اليكِ 

ولأول مرة يفجعكِ الصباح .. الصباح الذى كان حبيبكِ
يرسم ثقبًا واسعا كبيرا بداخل صدركِ ليمتص روحكِ منه .. ويستمر فى عمله كل يوم 

أن تفقدى الكثير يا ريما .. الكثير جدا 

أن تكفرى بالعالم وكافة قوانينه الجامدة ونزاعاته الدميمة ويعود بك قلبك الى وضع الجنين بداخلك هربا من كل شىء 
 أن يلقى على كاهلك الصغير مسئولية أن تربتى على اكتاف الجميع .. فى أكثر وقت انتِ بحاجة فيه الى من يربت على قلبك أولاً 

أن تملكين وحدك مفاتيح غرفة الصغيرة الساكنة بداخلك .. طفلة خائفة برغم كل شىء .. اقرب ما تكون الى صغيرة تائهة وسط الصحراء تقتلها البرودة وتنادى دون ان يسمع أحد صوتها المرتعش

أن تفقدى احب اصدقائك برصاصة لا تدرين ان كانت الدماء التى فجرتها خرجت من اجسادهم وهى تقع أمامك .. أم من قلبك

أن لا تنسى يا ريما .. لا تنسى كل هذا أبدًا

أن يخذلك هو بالأخص الخذلان الأغرب من نوعه .. فى الوقت الأصعب من نوعه بينكما 
أن يعاتبك بكل بساطة وحق ؛ على حاجتك للوقوف والموت قليلا ؛ كى يمكنك الاستمرار دون موت أكبر والمضى فيما بعد
وأن لا تعاتبينه مطلقا .. لأنه أقرب من العتاب وأبعد منه 
أن يختار خذلانك كى لا يفقدكِ .. وتختارين فقده ؛ كى لا تفقدينه مجددًا

أن لا يعرفكِ الجميع يا ريما .. الجميع دون استثناء ودون ادنى رغبة مجددًا منكِ فى تلك المعرفة 

وأن أخاف عليكِ يا ريما .. أخاف عليكِ مما تحبين ومما لا تحبين 
أن أخاف على "الحندقَّة" التى أحبها من أى خدش يذكر أو لا يذكر .. بارادتها كان أو دون ارادتها
من الجرح الأول والأخير.. والفشل الأول والأخير .. وقصة الحب الأولى والأخيرة .. والغربة فى المدن المالحة البعيدة
ان كنت لا أملك حق الخوف عليكِ ؛ فسامحينى يا ريما ! 
واتركينى أخاف ! .. كما أترككِ تختارين ما بين القرب والبعد وحدكِ
دون أن امنح خوفى حق الأمومة عليكِ مثلما امنح قلبى ..

هذه أمور لا يعلم عنها أحد ولا يعلم كيف ستبدو .. كيف تعبرك وتمر بداخلك ؛ كالسكين الذى لا يغادر موضعه الا بالتحرك فيه
كيف توارينها بابتسامة حلوة .. وقليل من الاصرار المكابر .. والادعاء ؛ المُقنِع 
تلك لحظات صغيرة لا أحد يشعر بها مثلك ؛ حتى وان حاول ان يجذب السكين .. فهذا مؤلم
لأن .. لا أحد يتألم كأحد
هذه أمور صغيرة تعيش بكِ أكثر مما تعيشينها .. ولا تغادرك أبدا يا ريما .. لا تغادركِ أبدًا 
أمور يسحقكِ برفق الوقوف حدادا عليها بداخلك بمجرد سؤال أحدهم سؤاله الوقتى المعتاد على سبيل المجاملات الاجتماعية المعروفة
" مالِك؟" أو "انتى كويسة؟" ..
المجاملات الاجتماعية لدينا قاتلة يا ريما .. لأننا فاقدين لثقافة العاطفة بالأساس ؛ ولا نعرف كيف نتقن اصطناعها حتى
وبالمناسبة ؛ لا أريد لكِ هذا 
 
حسنًا أنا لست بخير .. ولن أكون هكذا لوقت طويل ربما
وهذا فيما بينى وبينى ..
والمخلوق الوحيد الذى كان يملك ان يجعلنى دومًا بخير بمجرد عناق ؛ لم يعد بخير .. ولم يعد هنا 
وأنا لا أحب التصنع ببساطة .. ولذلك أحب الادعاء !
أنا أدعى .. هربًا من تصنع الآخرين أمامى
وأنا بخير دومًا .. لأننى لم أصبح بلاستيكية ووقتية العاطفة بعد

وأنا أخاف يا ريما ..
أخاف أن أكون أمًا لكِ .. لأنكِ لا تستحقين الشعور بما أشعر به الآن كى ادفع بكِ لشعورٍ مثله 
ولا تستحقين ان يزجَّ بكِ سهوًا مثلى .. الى قضبان هذا العالم 

اذا ما أتيتِ يا ريما ستقرأين رسائلى يومًا وستغفرين لى خوفى 
واذا لم تأتِ فأنتِ ستغفرين ..
ستغفرين لى رغبتى المطلقة فى أن لا تأتِ
لأنى أحبك .. ولأنى عرفت كل ما لا تعرفينه لا أريدك أن تأتِ

ستغفرين لى أننى لا أحب كآبة الحزن الا عندما يحين الحديث عنها لقتلها لا أكثر .. ولذلك أضحك
ولذلك أحيانًا .. أكتب
ولذلك قد أمنحكِ رسائلاً حزينة .. وواقعًا سعيدًا 


وستغفرين لى اذا ما جعلتك مثلى
لا تشعرين بشىءٍ على سبيل المجاملة .. أبدًا

0 التعليقات:

إرسال تعليق

___________

.
.
على هذه الأرض ما يستحق الحياة

*محمود درويش

.
.
_________

Salvador Dali is The Art

Salvador Dali is The Art
.
.

كما يقال ، لا توجد حركة خاطئة فى التانجو ؛ هذا لأن العاطفة هى التى تقود التانجو..
فمثلما تكوِّن الحركة الخاطئة حركة جديدة .. كل عاطفة هى مفتاح لعاطفة أخرى..!

.
.

Fabian Perez I Love u..



________