عندما كنت صغيرة .. أرسم
تأتى أمى لتنتشلنى بابتسامة من الضياع فى الألوان
وتقول لى : ستكبرين وتصبحين فنانة عظيمة
"ليست لدىّ الموهبة الكاملة يا أمى"
تضم العالم الصغير برأسى الى صدرها بحنان
"لديكِ العاطفة يا حبيبتى .. وأراها فى ذروة الكمال"

عندما كبرت قليلاً على الضياع
قال أبى فى أمنية قاطعة
"ستكبرين وتصبحين صحافية رائعة .. ولا شىء آخر" 

فأضاعنى مجددًا ..  

أبى لا يعرف الحلم .. سوى فى نومه
فيمنعنى من الاشارة اليه فى اليقظة

وأمى دائمًا تقول "انتِ فنانة .. بقلبك"
انتِ قلب يسير على قدمين يا صغيرتى .. فلا تفقديه

والآن كلما انتاب عاطفتى دوار ما ..
ضممت قلبى الىّ .. وكتبت
أظل أكتب وأكتب .. حتى تأتنى ابتسامة أمى
ماذا تفعلين بقلبك يا صغيرتى

أرسم دمى يا أمى .. أفتت عاطفتى الى ألوان
وأنشرها للناس فى جريدة !

-------
------
-----
----
---
--
-

الكتابة صحافة حمراء .. الكتابة دم

ورؤية دماءك أمامك .. لا تفزع أحدًا غيرك

وكل هذه الدماء الساخنة التى قد يسخر منها يومًا رفيق مقهى عابر لا يعرف عنك شيئًا اذ رآها تفضحك فى الثوب .. لن تعنيه فى أى شىء ليكن لها احترامًا
لأن دماءك .. ببساطة .. لا تحرق روحه
العابرون قساة .. خاوون من أى معنى بعيد قد تفتش عنه
لا يكنون احترامًا للدماء الغارقة فيك .. لأنها لا تجرح سواك
والكتابة لا تكن أى احترام للعابرين .. وللذكريات
لأن الذكريات لا تكن احترامًا لأحد ..