ShareThis

* أكره أن أحب مثل الناس... أكره أن "أكتب" مثل الناس.. !

______

أنا أخرى



لم يحدث لى أبدًا أننى كنت فردًا واحدًا داخل الحدث
دائمًا هناك أنا أولى وأنا أخرى وثانية وثالثة ورابعة 

ان الارتباك مؤكدًا حينها بالطبع ..

ليست مصادفة أن ألمح تلك الدهشة فى عينىّ النادل 
حين أطلب القهوة فائضة السكر .. الى جانب الفراولة خالية السكر ، بذات اللحظة

ليست مصادفة أن يظل صديقى بعد 3 سنوات مضت يجد غرابة فى التلون الذى أعانيه 
ولا يزال متقطعًا فى دهشته بين حالاتى من المرح المتجاوز لمعدله الطبيعى مع الآخرين .. والجدية المتجاوزة ذاتها على حساباتى وأوراقى .. والهشاشة المنسابة خلال صوت رقيق هادىء يحدثه ليلًا كطفلة لاجئة للاعتراف.. والتى لا تبدو سوى بالهاتف كأنها مختبئة من أحد ما على حد وصفه 
بعيدًا عن مخالب العالم المحيط المتطفلة على عواطفها ربما

رجلًا واحدًا كان يختلف ..
وحده الذى يعرفنى من بين كل المأوّلون ، ينفذ الىّ دون تظاهر أو ضجيج .. أشعر بالفرح فيقول لى ارسمى
أشعر بالحزن فيقول لى ارقصى .. أشعر بالغربة فيقول لى : اكتبى
 

فيملأنى شعور عارم ب "كم أنا محظوظة" أن يكون بجانبى رجلًا يعرفنى الى هذا الحد ولا يغيب مطلقًا ..
كان يعرف ..


الكتابة هى الشىء الوحيد الذى يعرينى ..

كل شىء أفعله عدا ذلك لا يخلو من رتوشه .. حتى تلقائيتى المفجعة تحمل رتوشها هى الأخرى 
اننى لا أستطيع أن أخلع ثوبى عنى حالما أشعر بالاختناق فى الشارع كما الساحة المغلقة سواءًا .. مثلما أخلع عن روحى كل شىء وأتركها على فطرتها وعريها تمامًا للأوراق

عندما أسطر ما يجول فى خاطرى أو ينتمى الى عاطفتى لا أكترث بشىء .. ولا أكترث لأحد
بينما العديد مما يصدر عنى يخرج كاذبًا أحيانًا .. متلونًا أحيان أخرى .. أو هكذا أراه !
هذا يحدث بدافع ذات الاكتراث فى الأساس ..... لأننا نكترث 
وربما نبالغ فى هذا الاكتراث حتى أحيانًا

 ممدوح أخبرنى فى احدى اللحظات التى يصعب على نسيانها من قائمة الأجمل فى حياتى أننى أحمل أكثر عينين صادقتان عرفهما .. وعندما أبدأ بالكلام يصبحان لامعتان، ترمشان بسرعة كالقطط دائمًا .. وعندما أستمع وأنظر الى شخص أحبه فهما دافئتان .. وطوال الوقت تقريبًا هما حائرتان ..  وربط ان ذلك السبب الأول فى اننى اكتب عنى او عن بطلة أوراقى دومًا صفة " عينيها الحائرتان مثلها" الغالبة فى كل كتاباتى 
"ولكنهما دومًا نظيفتان للغاية" .. هكذا انهى وصفه بابتسامة جميلة من أولئك اللاتى يمتلكهن

أحببت هذا .. كثيرًا ، كممدوح نفسه
غير أنى أخبرته بهدوء انه حتى عيناى هاتان كاذبتان .. لأنهما لا يقولان كل شىء ، حين يرغبان بذلك!
كل ما لا يقال فى حينه .. هو كذبة أخرى

وأنا لا أقول كل شىء .. دومًا 
وأنا .. لا أكون أنا حقًا الا حينما أكتب ، الأنا الواحدة الوحيدة التى تدخل اليها كل الآخريات ويختفين وتظل هى 
 يتبددن فيها .. لتكتمل بهم

غير أنى أحلم بأن أنفصل عن كل هؤلاء أحيانًا .. بأن أكون وحدى من يقرر الخطوة
أحلم أن أكون أنا من تبتسم وتتحرك وتتصرف .. ألا أشعر باثنين داخلى دائمًا .. خمسة أحيانًا
ان الارتباك مؤكدًا حينها ..
ليس فى الأمر أدنى قدر من النرجسية .. ولكنى كنت أريد من كلى أن يترك لى بعضى قليلًا

هذا يشبه الى حد ما الأعراض الحميمة للغضب العاطفى .. تلك التى تشطرك الى اثنين .. ثلاثة .. وقبيلة ربما 
لا يعود يعرف بعضها بعضًا

هكذا أصبحتِ متعددة الأوجه والردود .. والعاطفة

وهكذا .. أصبحتِ تحبين خمسة
ببساطة مطلقة وربما عشرة وآخرون

ربما كان السبب الغالب على عثراتنا العاطفية والشعورية عامةً.. هو أننا حين نحب أنا واحدة نعرفها لا نتقبل بعدها فكرة ظهور أنا أخرى
فنظل فى صراع مع الآخرين لنفوز بتلك التى أحببناها .. وربما لذلك مهما كرهنا ما قد نكره فى شخص من نحب نتمسك بحبه ،

بحب الأنا التى نعرفها
غير أننا لا نعود نتقبل حقيقة وجود أنا أخرى ربما .. لا نعرف عنها شيئًا 

لا امرأة تتكون من امرأة واحدة .. هناك أُخرى مُختبئة غير تلك التى اعتدنا النظر إليها
ولا رجل يتكون من رجل واحد .. هناك آخر مُختبئ غير ذاك الذى نثق به
وحدهم الأطفال لا يخفون صبية أخرون .. غير أولئك الذين يغفون بجوار أمهاتهم ليلًا


لست شخصاً واحداً.. أنا شخوص عديدة
وعندما اكتب أنا أكوننى بكل ما فىّ .. واتصالح مع
كافة تفاصيلى
فى الكتابة وجدت السلام الدائم مع كل الكائنات المنتشرة فى دمى دون تردد او حيرة .. أو مواربة


الا أننى كنت أختلف قليلًا عندما أحببت .. لقد أحببت حتى ما لم ارض عنه فيه ، أحببت كل الآخرين بداخله .. فى رضاى وحتى فى نقمتى 

هذا لأننى ببساطة .. أحببت قلبه دائمًا أكثر مما أحببته 

لماذا لا تجرب ان تحب قلبى على عفويته وعريه .. فتصبح صديقًا لكل تناقضاته ونزقه

0 التعليقات:

إرسال تعليق

___________

.
.
على هذه الأرض ما يستحق الحياة

*محمود درويش

.
.
_________

Salvador Dali is The Art

Salvador Dali is The Art
.
.

كما يقال ، لا توجد حركة خاطئة فى التانجو ؛ هذا لأن العاطفة هى التى تقود التانجو..
فمثلما تكوِّن الحركة الخاطئة حركة جديدة .. كل عاطفة هى مفتاح لعاطفة أخرى..!

.
.

Fabian Perez I Love u..



________